مقالة لموقع المصحف
فضل قراءة القرآن الكريم
من بين العلوم والعبادات، تحتل قراءة القرآن الكريم مكانة عظيمة. فهو أشرف الكتب، الذي أنزله الله هدى للناس، وجعل فيه نوراً وفرقاناً، كما في قوله تعالى: {وإنه لكتاب عزيز* لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} (فصلت: 41-42).
يتجلى هذا الارتباط الوثيق في شهر رمضان المبارك، حيث نزل القرآن ليكون مرشداً ودليلاً للناس. قال الله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} (البقرة: 186). فالقرآن له مكانة رفيعة بين العبادات، وحث الله تعالى على ترتيله وتدبره كما قال: {ورتل القرآن ترتيلا} (المزمل: 4).
قراءة القرآن عبادة عظيمة يغفل عنها البعض، وتترتب عليها أجور عظيمة، كما جاء في الحديث النبوي: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها…)، وهذا يعني أن كل حرف يقرب العبد من الله بزيادة حسناته.
وقد بيّن العلماء أن الذين يتلون كتاب الله، ويعملون بما فيه، هم الذين يرجون تجارة لن تبور: {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور} (فاطر: 29). فهم ممن عقدوا صفقة رابحة مع الله سبحانه.
ولقراءة القرآن فضل خاص يوم القيامة، إذ تشفع لصاحبها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرءوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه…).
ويتفاوت الناس في قراءة القرآن، فمنهم من يجيد تلاوته ومنهم من يجد صعوبة، ولكل أجره. كما في الحديث الشريف: (الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأه وهو عليه شاق له أجران).
من الأهمية أن لا يكون التركيز فقط على القراءة، بل على تدبر آياته ومعانيه، كما أمرنا الله بذلك: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} (محمد: 24). التدبر يقود المؤمن إلى العمل بما في القرآن، مما يعمق إيمانه ويهذب روحه، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته، عندما كان يتوقف عند الآيات التي تذكر الخوف فيدعو الله، وعند الآيات التي تبشر فيستبشر.
وأخيراً، يمثل القرآن طعاماً طيباً للنفس والروح، كما شبهه النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب…).
نسأل الله أن يرزقنا حسن تلاوة القرآن وتدبره والعمل بما فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *