أنواع هجر القرآن الكريم

 

ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد خمسة أنواع من هجر القرآن الكريم، والتي نسأل الله أن يحمينا منها:

 

هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه: يتمثل في تجاهل الاستماع للقرآن الكريم بقلوب واعية وعدم تصديق أو الإيمان الكامل بما جاء فيه.

 

هجر العمل به والالتزام بحلاله وحرامه: حيث يقرأه الإنسان ويؤمن به، لكنه لا يلتزم بتعاليمه في حياته اليومية، ولا يتبع أحكامه في الحلال والحرام.

 

هجر تحكيمه في أصول الدين وفروعه: وهو عدم اللجوء للقرآن الكريم للتحكيم في مسائل الدين وفروعه، بل يعتقد بعض الناس أن أحكام القرآن لا تحقق اليقين وأنها لا تؤدي إلى العلم.

 

هجر تدبره وتفهمه: يتمثل في عدم التعمق في فهم معاني القرآن وتدبر ما يراد من الآيات، وهو تجاهل لمعرفة مقاصد القرآن وما يراد من كلام الله.

 

هجر الاستشفاء والتداوي به: وهو هجر القرآن كعلاج لأمراض القلوب والروح، واللجوء إلى غيره للشفاء بدلًا من التداوي بالقرآن الكريم.

 

قال تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان:30]. فكل حرف يُنطق من القرآن بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها. فإذا كنت تقول “بسم الله الرحمن الرحيم” وهي 19 حرفًا، تحصل على 190 حسنة! فما بالك بقراءة آيات القرآن وتكرارها مع الحفظ؟ إنها فرصة العمر، فربما في يوم الحساب لا تحتاج إلا لحسنة واحدة لتميل كفة حسناتك وتدخلك الجنة بفضل الله ورحمته.

 

فضل الهدية في الإسلام

 

الإسلام جاء ليقوي الروابط بين الناس ويعزز الألفة والمحبة، ومن بين تلك الوسائل هو التهادي. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “تهادوا تحابوا” (رواه البخاري في الأدب المفرد). الهدية لها أثر عظيم في جلب المحبة وتقريب القلوب، فهي تزيل الضغائن وتنشر الحب والمودة.

 

الهدية تُعطى بقصد إظهار المودة وتوطيد الألفة بين الأهل والأصدقاء والعلماء، ولا يُقصد بها مقابل مادي. بل تُمنح من دون توقع عوضٍ، والغرض منها إظهار المحبة.

 

النفس بطبيعتها تتأثر بالهدية، وتكنّ لأصحابها الامتنان والشكر. فقد روى البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “ولو أهدي إليّ ذراع أو كراع لقبلت”، مما يدل على أنه كان يقبل الهدية مهما كانت بسيطة، تقديرًا لمهديها.

 

الهدايا تعتبر وسيلة فعالة لتوثيق الروابط بين الأقارب والجيران، وقد تكون سببًا في حل الخلافات وإزالة الشحناء. فالهدية قد تكون مادية أو معنوية، وفي كلا الحالتين، تظل ذات تأثير كبير على الطرفين.

 

فضل الهدية بين الأزواج والأقارب

 

الهدايا بين الأزواج لها أثر كبير في تقوية العلاقات الزوجية، فهي تزيد من المحبة والألفة، وتساهم في حل المشاكل الزوجية. كذلك، الهدايا بين الأقارب تعزز روابط الرحم، وبين الجيران تفتح أبواب المودة، كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها في حديثها: “إلى أقربهم منكِ بابًا” (رواه البخاري)، أي أن الجار الأقرب هو الأحق بالهدية.

 

كما أن الهدايا قد تكون غير مادية، مثل تقديم نصيحة، أو توجيه، أو حكم شرعي، أو لفتة علمية، وهذا النوع من الهدايا يحمل في طياته أثرًا كبيرًا على النفس والقلب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *